Skip to main content

التصاقات الرحم هي حالة مكتسبة في الرحم بسبب تكون أنسجة ندبية أو التصاقات في الرحم. قد تؤدي إصابة بطانة الرحم إلى تلف البطانة والتسبب في تكوين التصاقات (نسيج ندبي) بين الجدران الداخلية للرحم حيث تلتصق ببعضها البعض بشكل غير طبيعي.

في الحالات الشديدة، يمكن أن يندمج الجدار الأمامي والخلفي للرحم معًا ويحدث انسداد جزئي أو كلي. في الحالات المتوسطة، يمكن أن تظهر الالتصاقات في مساحات أصغر في الرحم.
على الرغم من أن تكون النسيج الندبي وتكوين الالتصاق هو جزء طبيعي من عملية الشفاء، إلا أن الالتصاقات يمكن أن تكون مشكلة لأنها تسبب التصاق أجزاء من الجسم غير متصلة عادةً ببعضها البعض. على سبيل المثال، قد ترتبط الأمعاء عن طريق الالتصاقات بالرحم، أو قد تلتصق قناة فالوب بالمبيض. يضعف النسيج الندبي الحركة الطبيعية لأعضاء الحوض لافتقاره مرونة الأنسجة الطبيعية وبالتالي يمكن أن يسبب الألم.
الالتصاقات الرحمية يشار إليها أيضًا باسم التصاقات داخل الرحم. قد تكون سميكة أو رفيعة، وقد تكون متفرقة أو مدمجة معًا. أيضًا قد يكون النسيج الندبي خفيفًا مع وجود شرائط رفيعة قابلة للتمدد أو أكثر حدة مع تكوين عصابات سميكة. لذا تختلف الالتصاقات في شدتها وحاجتها إلى العلاج.
ما هي الأسباب المحتملة لالتصاقات الرحم؟
السبب الأكثر شيوعًا لحدوث التصاقات الرحم هو الإصابة بعد إتمام إجراء جراحي داخل تجويف الرحم.
1- التوسيع والكحت (D&C) هو إجراء جراحي شائع، حيث يتم شد عنق الرحم وإزالة محتويات أنسجة الرحم. قد تتشكل الالتصاقات داخل الرحم بعد التوسيع والكحت الذي يتم إجراؤه للتعامل مع مضاعفات الحمل، مثل نزيف الرحم بعد الولادة أو الإجهاض، أو مشاكل أمراض النساء التي تشمل الرحم مثل النزيف غير الطبيعي.
2- الإزالة الجراحية للأورام الليفية في تجويف الرحم.
3- الولادة القيصرية.
4- استئصال بطانة الرحم وهو إجراء جراحي يُستخدم لإتلاف بطانة الرحم عمدًا لجعل فترات الحيض أخف أو للقضاء عليها تمامًا.
 
ما هي الأعراض المرتبطة بالتصاقات الرحم؟
قد لا تعاني المرأة المصابة بالتصاقات داخل الرحم من مشاكل أو أعراض واضحة. وقد تعاني العديد من النساء من:
– اضطرابات الدورة الشهرية مثل غياب الدورة الشهرية أو ندرتها. يحدث هذا الاضطراب عندما يحل النسيج الندبي محل بطانة الرحم، وهو النسيج الذي يتحلل وينزف خلال الدورة الشهرية العادية. في بعض الأحيان، يسد النسيج الندبي فتحة عنق الرحم، مما يوقف تدفق دم الحيض.
– قد لا تتمكن السيدة من تحقيق الحمل أو قد تتعرض لإجهاض متكرر، وذلك لأن التصاقات الرحم تقلل تدفق الدم إلى بطانة الرحم وبالتالي تشكل خطرًا على نمو الجنين.
– حدوث مضاعفات أثناء الولادة بسبب انغراس المشيمة غير الطبيعي.
– يمكن أن تسبب التصاقات الرحم ألمًا في الحوض أو فترات حيض مؤلمة، وذلك إذا كان النسيج الندبي يمنع تدفق الدم في الدورة الشهرية جزئيًا أو كليًا نتيجةً لانسداد المخرج بنسيج ندبي.
كيف يتم تشخيص التصاقات الرحم؟
1- المنظار الرحمي هو الطريقة الأكثر دقة لتقييم الالتصاقات داخل الرحم، وهو إجراء يتم فيه إدخال أداة رفيعة تشبه التلسكوب المضاء عبر عنق الرحم للسماح للطبيب برؤية داخل الرحم مباشرة.
2- تصوير الرحم بالصبغة هو إجراء بالأشعة السينية، يتم خلاله حقن الرحم بصبغة خاصة لتسهيل تحديد مشاكل تجويف الرحم، أو الأورام أو الانسدادات في قناتي فالوب، حيث يمكن رؤية الصبغة على الأشعة السينية؛ مما يوفر رؤية شاملة لشكل الرحم من الداخل.
3- تصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية، حيث يتم ضخ محلول من الماء المالح مشابه لسائل الجسم الطبيعي من خلال عنق الرحم إلى الرحم، ويتم استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية لرؤية تجويف الرحم وقياس سمك بطانة الرحم.
في كل من تصوير الرحم بالصبغة وتصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية، يُنظر إلى الالتصاقات على لأنها الأماكن التي لا تمتلئ بالسائل المستخدم، أي أنها فارغة ولا يتدفق فيها السائل بحرية. لا تتطلب هذه الإجراءات التي تتم في العيادة تخديرًا، على الرغم من أنه يمكن استخدام الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) لتقليل التقلصات التي قد تحدث أثناء العملية.
 
كيف يتم علاج التصاقات الرحم؟
إذا كانت الالتصاقات لا تسبب لكِ أي ألم مع عدم احتياجك للتخطيط إلى الحمل في المستقبل، فقد لا تحتاجين إلى الخضوع للعلاج على الإطلاق. يمكنك استشارة الأستاذ الدكتور أحمد فتي استشاري جراحات المناظير وأطفال الأنابيب حول خياراتك والآثار المترتبة على عدم العلاج.
يرجى الخضوع إلى العلاج في حالات ظهور أعراض وفي حالات التخطيط للحمل في المستقبل وخاصةً حالات الخضوع للحقن المجهري.
يتضمن علاج التصاقات الرحم عمومًا تكسير النسيج الندبي ومحاولة منع إصلاحه.
لإزالة النسيج الندبي. يوصي بالعلاج الجراحي للالتصاقات داخل الرحم باستخدام منظار الرحم الجراحي الخاص لقطع النسيج الندبي. يقوم الأستاذ الدكتور أحمد فتي استشاري جراحات المناظير وأطفال الأنابيب باستخدام منظار الرحم لرؤية بطانة الرحم وتحريك النسيج الندبي الموجود. يمكن استخدام المقص الجراحي إذا كان أكثر كثافة.
أحيانًا يتم وصف مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والمضادات الحيوية بعد الجراحة لتقليل فرصة عودة الالتصاقات في الحالات الشديدة.
بعد الخضوع للعلاج، يمكن منع نمو النسيج الندبي مرة أخرى بعدة طرق مختلفة:
العلاج الهرموني: قد يتم وصف هرمون الإستروجين عن طريق الفم لمدة 30 يومًا، وذلك لمساعدة الرحم على التخلص من أنسجته القديمة وإعادة نمو بطانة الرحم الصحية.
بالون الرحم: يمكن أن يساعد وضع جهاز مؤقت، مثل قسطرة بلاستيكية أو بالون، داخل الرحم على إبقاء جدران الرحم منفصلة، نمو الأنسجة الطبيعية، وتقليل فرصة إعادة تشكيل الالتصاقات.
منظار الرحم المتكرر: عادةً ما يحدد الأستاذ الدكتور أحمد فتي موعدًا لإجراء منظار الرحم الثاني أو الثالث بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين من الإجراء السابق. هذا لتفتيت أي نسيج ندبي متبقي والتأكد من إزالة جميع الأنسجة المتندبة، ومن ثم التحقق من نجاح العملية وأن الرحم خالي من الالتصاقات.
 
ما هو تأثير علاج التصاقات الرحم بالحمل؟
تعاني مريضات الالتصاقات الرحمية من صعوبة الحمل لغياب الدورة الشهرية أو ندرة حدوثها. من المرجح أن تكون حالات الحمل التي تحدث قبل العلاج معقدة بسبب الإجهاض، الولادة المبكرة، نزيف الثلث الأخير من الحمل، و/ أو التعلق غير الطبيعي للمشيمة بجدار الرحم.
أما فرص الحمل الناجح بعد العلاج فهي ترتبط بنوع الالتصاقات ومدى حدوثها. بعد العلاج، عادةً ما تتمتع المريضات اللاتي عانين من التصاقات خفيفة إلى معتدلة من عودة وظيفة الدورة الشهرية الطبيعية ومعدلات حمل كاملة ناجحة بنسبة من 70 إلى 80٪ تقريبًا. أما المريضات اللاتي عانين من التصاقات شديدة أو تدمير واسع النطاق لبطانة الرحم فقد يكون لديهن معدلات حمل كامل المدة تتراوح من 20 إلى 40٪ فقط أو أقل بعد العلاج.
إذا كنتِ مصابة بالتصاقات رحمية ولا يمكنك استعادة خصوبتك، ففكري في التواصل مع الأستاذ الدكتور أحمد فتي استشاري جراحات المناظير وأطفال الأنابيب، لكي تنعمي بإجراء المنظار الرحمي الذي يزيد عادةً من فرص حدوث الحمل وإكماله بنجاح.

اتصل بنا