تشوهات الرحم تعني وجود رحم مختلف في الشكل أو الحجم عن المعتاد. قد لا تدرك السيدة اختلاف شكل رحمها لأنه لا توجد أية أعراض في كثير من الأحيان. ثم تكتشف ذلك فقط أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية أو إذا عانت من إجهاض أو نزيف أو صعوبات في الحمل. إن معرفة وجود خلل في الرحم يساعد على التخطيط والاستعداد للحمل.
تأثير هذه التشوهات على الحمل مختلف من حالة إلى أخرى وبالتأكيد يصعب حمل الطفل حتى اكتمال فترة الحمل في حالة وجود مثل تلك التشوهات؛ حيث يزداد خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة (الولادة قبل 37 أسبوعًا). يمكن أيضًا ربط تشوهات الرحم بضعف عنق الرحم؛ مما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة. تحتاج مثل تلك الحالات إلى مراقبة إضافية أثناء الحمل للحفاظ على سلامة الأم والجنين.
ما هي أنواع تشوهات الرحم الخلقية؟
تشمل أنواع تشوهات الرحم الخلقية ما يلي:
الرحم المفصول أو المقسوم:
يحتوي الرحم على جدار عضلي (حاجز رحمي) يتواجد من المنتصف ليقسم المساحة إلى قسمين. في بعض الأحيان، يتواجد الجدار في جزء من الرحم فقط ليصبح الرحم مفصولًا. أحيانًا أخرى ينزل الجدار بالكامل ليصبح الرحم مقسمًا. من المرجح أن تواجه تلك النساء صعوبات في الحمل. هناك أيضًا خطر متزايد للتعرض إلى الإجهاض والولادة المبكرة. في وقت لاحق من الحمل، يُنصح بإجراء ولادة قيصرية بسبب وضع الجنين.
الرحم ذو القرنين:
الرحم ذو القرنين له فجوة عميقة في الأعلى. لا تواجه النساء المصابات بالرحم ثنائي القرن أي صعوبات إضافية في الحمل أو في حدوثه، ولكن هناك خطر أعلى قليلًا للإجهاض والولادة المبكرة. كما يمكن أن يؤثر أيضًا على وضع الطفل في وقت لاحق من الحمل؛ لذا قد يُوصى بإجراء عملية قيصرية.
الرحم المقوس:
يشبه الرحم المقوس إلى حد بعيد الرحم الطبيعي ولكنه مقوس من الأعلى. لا يؤدي وجود رحم مقوس إلى زيادة خطر الولادة المبكرة أو الإجهاض المبكر، ولكنه قد يزيد من خطر حدوث إجهاض متأخر. في وقت لاحق من الحمل، قد لا يكون الطفل مستلقيًا على رأسه؛ لذا تصبح الحاجة إلى إجراء ولادة قيصرية.
الرحم وحيد القرن:
هو تطور نصف الرحم فقط؛ مما يعني أن حجم الرحم نصف الحجم الطبيعي لأن أحد الجانبين لم يتطور. هناك خطر متزايد من حدوث حمل خارج الرحم، أو الإجهاض المتأخر أو الولادة المبكرة. عادةً ما يستلقي الجنين في وضع غير ملائم في فترة الحمل المتأخرة؛ لذا قد يُنصح بإجراء عملية قيصرية.
الرحم المزدوج:
ينقسم الرحم المزدوج إلى قسمين، ولكل قسم تجويف خاص به. يؤثر هذا عادةً على الرحم وعنق الرحم، كما يؤثر أيضًا على الشرج، المثانة، مجرى البول، والمهبل. يرتبط الرحم المزدوج بتزايد مخاطر الولادة المبكرة.
المضاعفات المصاحبة لتشوهات الرحم:
يبدو أن وجود تشوهات في الرحم يزيد من خطر حدوث نتائج سلبية للحمل مثل الإجهاض المتكرر، الولادة المبكرة، تقييد نمو الجنين، سوء التغذية، الولادة القيصرية، وتسمم الحمل.
كيف يتم تشخيص تشوهات الرحم الخلقية؟
لا تعرف معظم النساء أنه قد يكون لديهن شكل غير طبيعي للرحم عندما تصبحن حوامل، لأنه من غير المحتمل أن تعاني السيدة
من أي أعراض جسدية في بداية الحمل.
تكتشف السيدة فقط عدم طبيعة رحمها عندما يكون لديها صعوبة في الحمل أو عندما تخضع إلى فحص بالموجات فوق الصوتية بعد تعرضها للإجهاض، وقد تكتشف الكثيرات تشوهات رحمهن إذا قمن بإجراء تحقيقات بعد الإجهاض المتكرر أو مشاكل أمراض النساء مثل النزيف غير الطبيعي.
الرحم المزدوج أو الرحم أحادي القرن يتم التعرف عليهما أثناء فحوصات الحمل الروتينية ولكن يصعب تحديد الأشكال الأكثر اعتدالًا من تشوهات الرحم.
يتم تقييم تشوهات الرحم باستخدام:
مع تقدم تقنيات التصوير الأحدث، أصبح الأستاذ الدكتور أحمد فتي استشاري جراحة المناظير وأطفال الأنابيب قادرًا على إجراء تشخيصات دقيقة للغاية لتشوهات الرحم الخلقية ومضاعفاتها. قد يوصى بمجموعة من الاختبارات لتحديد التشخيص الأكثر دقة، ومن أهمهم:
1- فحص الحوض بالموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد (السونار):
يعتمد فحص الموجات فوق الصوتية للحوض على استخدام الموجات الصوتية لعرض الرحم. يُفضل توجيه الموجات فوق الصوتية عبر المهبل لكي تكون أقرب إلى الرحم والمبايض، خاصةً في اليوم السابع أو الثامن من بداية الدورة الشهرية.
2- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):
يعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي الطريقة المفضلة، نظرًا لقدرته على توضيح الأعماق المتعددة بالإضافة إلى تقييم المحيط الخارجي للرحم.
3- الأشعة السينية بالصبغة:
توضح تفاصيل الرحم وقناة فالوب من خلال تتبع صبغة التباين واتخاذ عدة صور.
4- المنظار الرحمي:
المنظار الرحمي هو إجراء لفحص الرحم من الداخل. يتضمن وضع كاميرا صغيرة عبر عنق الرحم وصولًا إلى تجويف الرحم. يتدفق السائل الملحي داخل الرحم للسماح برؤية تجويف الرحم بالكامل. خلال هذا الإجراء، يمكن للطبيب النظر إلى شكل الرحم وتحديد أي تشوهات أخرى مثل الأورام الليفية أو الأورام الحميدة. لا يتم عمل منظار الرحم كجزء من الإجراءات الأولية إلا اذا أوضحت الإجراءات السابقة الحاجة لعمل منظار الرحمي.
5- منظار البطن:
منظار البطن هو إجراء جراحي يسمح للجراح بالوصول إلى تجويف البطن من الداخل. يتم إدخال كاميرا دقيقة عبر جدار البطن لعرض صور مُفصلة للرحم والأنابيب والمبيضين.
الحوامل المصابات بتشوهات الرحم:
يجب متابعة النساء الحوامل المصابات بتشوهات الرحم من كثب أثناء الحمل بسبب زيادة خطر حدوث مضاعفات. يمكن أن تشمل هذه المضاعفات الولادة المبكرة أو تضاؤل نمو الجنين أثناء الحمل. قد تتعرض النساء المصابات بالرحم المنفصل لخطر متزايد للإجهاض المبكر إذا تم زرع الحمل على الحاجز نفسه بدلًا من جدار الرحم. قد تكون النساء المصابات بتشوهات الرحم أكثر عرضةً للولادة القيصرية.
كيف يتم علاج تشوهات الرحم الخلقية؟
لا توجد علاجات غير جراحية لتشوهات الرحم الخلقية التي قد تزيد من احتمالية تعرض المرأة للإجهاض أو الولادة المبكرة. تعتمد توصيات العلاج الجراحي على التشوه المعين والتاريخ الإنجابي للمرأة.
إذا تم تشخيص الرحم المفصول أثناء تقييم أسباب العقم و/ أو فقدان الحمل، يُنصح عادةً بالعلاج الجراحي، وذلك لإصلاح الرحم بالجراحة، وبالتالي تقليل مخاطر الإجهاض في المستقبل وتحسين فرص الحمل الناجح.
يمكن استئصال الحاجز الرحمي في إجراء بسيط بعد نهاية أيام الحيض وتحت تأثير التخدير الكلي، من خلال المنظار الرحمي باستخدام مقص متخصص لإزالة النسيج الزائد، في غضون عدة دقائق. يقلل هذا الإجراء بشكل كبير من معدل الإجهاض ويحسن فرص الحصول على نتائج إيجابية للحمل.
يوصي الأستاذ الدكتور أحمد فتي بإجراء عملية جراحية إذا كانت ستجعل من الأسهل والأكثر أمانًا لك تنفيذ خططك للحمل. سيقوم الأستاذ الدكتور أحمد فتي بتقييم التشوه الخاص بك لتحديد أفضل مسار للعلاج. يوصى عادةً بإجراء الجراحة إذا كانت المرأة المصابة بتشوه رحمي تواجه صعوبة في الإنجاب.
يجب على النساء المصابات بتشوه رحمي ولم تستطعن الحمل في غضون ستة أشهر من المحاولة أن يستشرن الأستاذ الدكتور أحمد فتي من أجل تحسين نتائج الخصوبة والحمل.
سوف يخبرك الأستاذ الدكتور أحمد فتي استشاري جراحة المناظير وأطفال الأنابيب بما يمكنك توقعه خلال فترة الحمل والولادة واتخاذ كافة التدخلات الجراحية الملائمة لتساعدك على زيادة فرص الحمل لديك.