Skip to main content

التدخل بالمنظار الرحمي لفصل التصاقات رحمية وإزالة حاجز رحمي لسيدة تعاني من تأخر الإنجاب

توجد أسباب عديدة لتأخر الإنجاب ومن بينها وجود التصاقات داخل الرحم. يتم تعريف الالتصاقات على أنها وصلات ليفية غير طبيعية تربط الأنسجة في أماكن غير طبيعية. الالتصاقات الموجودة في الرحم هي عبارة عن شرائط من الأنسجة الندبية التي تتكون بين أعضاء الجهاز التناسلي للمرأة بما في ذلك تجويف الرحم أو المبيض أو قناة فالوب. تؤدي التصاقات الرحم إلى انسداد أو إتلاف الرحم من الداخل؛ مما يمنع الجنين من التطور إلى مرحلة النضج الكاملة.
تنقسم  الالتصاقات إلى نوعين، الالتصاقات الأولية هي تلك التي هي تم تكوينها حديثًا في المواضع التي لم يوجد بها التصاقات من قبل، والالتصاقات الثانوية هي تلك التي تكونت في أماكن تم العثور على التصاقات بها في السابق.
درجة تكوين الالتصاقات وتأثيرها على محيط تجويف الرحم تختلف بشكل كبير من حالة إلى أخرى. في حالة تلك السيدة، تسببت الالتصاقات الرحمية في تأخر الإنجاب لديها وهي لم تدرك السبب الحقيقي إلا بعد استشارة الطبيب الأفضل الأستاذ الدكتور أحمد فتي أستاذ أمراض النساء والتوليد، جامعة الأزهر.
بدأ الأستاذ الدكتور أحمد فتي بإجراء كافة الفحوصات التي تكشف عن أسباب تأخر الإنجاب المختلفة للعمل على حلها بعد تحديد التشخيص الدقيق. ومن ضمن الأبحاث التي تم إجراؤها لتقييم الحالة كانت الأشعة بالصبغة وسونار ثلاثي الأبعاد للرحم اللذان أوضحا اشتباه وجود التصاقات داخل تجويف الرحم.
لذا تم خضوع السيدة إلى المنظار الرحمي، الذي يعتبر المعيار الذهبي لتأكيد تشخيص حالات الالتصاقات داخل الرحم والعلاج في نفس الإجراء.
 
أسباب التصاقات الرحم:
قد تتطور الالتصاقات داخل الرحم نتيجة لصدمة داخل الرحم، حيث يمكن أن تحدث التصاقات الرحم بعد الإجراءات الجراحية مثل التوسيع والكشط (D&C)، أيضًا يصبح حدوث التصاقات بعد الجراحة أكثر احتمالًا بعد الجراحات المفتوحة عن الجراحات بالمنظار.
أما السبب الأكثر شيوعًا لتكوين الالتصاقات هو بعد الولادة أو بعد الإجهاض، وقد تتشكل الالتصاقات في الرحم بسبب بطانة الرحم المهاجرة أو بعد إزالة الأورام الليفية.
أعراض التصاقات الرحم:
التصاقات الرحم قد لا يكون لها أية أعراض خارجية. قد تعاني النساء من تغيرات في الدورة الشهرية مثل غياب أو ندرة فترات الدورة الشهرية أو تفاقم آلام الدورة الشهرية أو وجود ألم في منطقة الحوض. يمكن أن يكون الإجهاض المتكرر أيضًا علامة على التصاقات الرحم لدى بعض النساء.
التصاقات الرحم تسبب تأخر الإنجاب أو العقم:
قد تسبب الالتصاقات العقم عن طريق:
• منع البويضة والحيوانات المنوية من الالتقاء.
• التدخل في التبويض.
• جعل الرحم غير مضياف للجنين المخصب، حيث تمنع الالتصاقات تكوين بطانة الرحم السليمة. قد يمنع هذا الانغراس الصحي للجنين. أيضًا إذا حدث انغراس، فقد يتزايد خطر الإجهاض.
• أيضًا الالتصاقات هي أحد الأسباب المحتملة لانسداد قناتي فالوب.
علاج التصاقات الرحم:
قام الأستاذ الدكتور أحمد فتي بتشخيص حالة تلك السيدة والتأكد من وجود التصاقات شديدة بالرحم، إلى جانب وجود حاجز رحمي وذلك عن طريق إجراء المنظار الرحمي. تم إصلاح الالتصاقات من خلال فصلها جراحيًا وإزالة الحاجز الرحمي بواسطة منظار الرحم تحت التخدير الكلي. المنظار الرحمي يعتمد على إدخال أنبوب رفيع مضاء في الرحم عبر عنق الرحم. يتيح ذلك للطبيب رؤية واضحة وشاملة داخل تجويف الرحم وفتحتي قناتي فالوب.
لذا نجد تغيرًا في قدرة السيدة على الإنجاب بعد علاج التصاقات الرحم وإزالتها، حيث تتمتع النساء المصابات بالتصاقات خفيفة إلى معتدلة بمعدلات حمل ناجحة لتبلغ حوالي 70-80٪ بعد العلاج. أما النساء المصابات بالتصاقات شديدة فقد  تنخفض معدلات الحمل لديهن إلى 20٪، ولكن يمكنهن الخضوع إلى الأساليب المساعدة على الإنجاب تحت إشراف الأستاذ الدكتور أحمد فتي مثل التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري لتتزايد معدلات الحمل لديهن.