Skip to main content

تعاني العديد من النساء من نمو أكياس المبيض والأورام الليفية في الجهاز التناسلي في مرحلة ما من حياتهن، بشكل عام خلال سنوات الإنجاب. في بعض الأحيان قد تكون النساء قد أصبن بهما ولم يعرفن ذلك أبدًا، لأنهما عادةً ما يختفيا دون التسبب في أي إزعاج خطير. مع ذلك، في بعض الحالات، قد تعاني النساء من تقلبات هرمونية يمكن أن تؤدي إلى الألم أو انتفاخ البطن أو عدم انتظام الدورة الشهرية. يمكن أيضًا التعامل مع هذه التغيرات في الجهاز التناسلي الأنثوي على أنها اضطرابات إنجابية لأنها يمكن أن تتداخل مع خصوبة المرأة. قد يكون لكلا من هذين الاضطرابين التناسليين أعراضًا متشابهةً، لكن الأسباب والعلاج والمضاعفات المحتملة مختلفة. الطريقة الوحيدة للتشخيص الدقيق هي من خلال الفحص المنتظم للأعراض المحتملة من قِبل الطبيب الأقدر والأفضل الأستاذ الدكتور أحمد فتي استشاري جراحة المناظير وأطفال الأنابيب.

أكياس المبيض:

كيس المبيض هو جيب أو كيس صغير مملوء بالسائل ويتشكل أثناء التبويض. يحتوي هذا الكيس الذي ينمو داخل أو على سطح المبيض على مادة سائلة أو شبه صلبة.

أكياس المبيض شائعة عند الإناث. في معظم الحالات، يكون وجود الكيس غير ضار. عادةً ما يكون الحجم والموقع هما اللذان يحددان خطورته. على سبيل المثال، إذا كان الكيس موجودًا بالقرب من جدار الرحم أو البطن، فمن المحتمل أن يتمزق بسهولة أكبر مسببًا ألمًا شديدًا مصحوبًا بالقيء والنزيف وأحيانًا الحمى. في الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يتسبب الكيس الممزق في حدوث نزيف داخلي ويتطلب تدخلًا جراحيًا.

أكياس المبيض هي في الغالب حميدة؛ ولكن إذا تُركت دون علاج، يمكن أن تنمو في الحجم وتؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الخطيرة، حتى أن هناك احتمالية للإصابة بالسرطان.

تمزق كيس المبيض يعد من أكبر المخاطر المرتبطة بالأكياس، حيث يؤدي إلى إطلاق محتوياته في تجاويف الجسم الأخرى، مما يؤدي إلى احتمال تسمم الدم أو العدوى الأخرى. يجب الحصول على المتابعة والعناية الطبية من قِبل الطبيب على الفور في مثل هذه الحالات.

أعراض أكياس المبيض:

غالبًا ما تكون أكياس المبيض بدون أعراض ولكن يمكن أن تشمل:

• آلام الحوض.

• الضغط على الحوض.

• انتفاخ غير مبرر.

• أعراض الأمعاء أو المثانة، صعوبة حركة الأمعاء، وكثرة التبول.

• نزيف غير طبيعي.

يمكن تشخيص أكياس المبيض من خلال اختبار الموجات فوق الصوتية في الحوض الذي يسمح للطبيب برؤية شكل الكيس وموقعه وحجمه وكتلته. كما يمكن إجراء اختبارات لتقييم مستويات الهرمونات للتحقق من التقلبات الهرمونية إن وجدت.

علاج أكياس المبيض:

• الانتظار مع المراقبة من خلال الفحص المتكرر بعد شهر إلى ثلاثة أشهر من اكتشاف الكيس. يمكن مراقبة نمو وتطور الكيس باستخدام الموجات فوق الصوتية للحوض. من المحتمل جدًا أن تختفي أكياس المبيض. في مثل هذه الحالات، قد لا تكون هناك حاجة للعلاج.

• في بعض الأحيان، قد توجد حاجة إلى إجراء جراحة، كما يحدث في خطر تمزق الكيس أو احتمال الإصابة بالسرطان، حيث يوصى بالإزالة الجراحية للنساء بعد سن اليأس لأن هناك خطرًا أكبر للإصابة بسرطان المبيض لديهن. يوجد طريقتين للتدخل الجراحي:

1- يمكن إزالة الكيس بالمنظار مع الحفاظ على سلامة المبايض وأعضاء الحوض الأخرى من خلال إجراء يسمى استئصال كيس المبيض، وهو إجراء يستخدم فيه الجراح شقوقًا صغيرة (5-10 مم) لإدخال أدوات صغيرة وإجراء العملية.

2- في الحالات الأكثر شدة، قد يلزم استئصال أحد المبيضين أو كليهما جراحيًا من خلال عملية تسمى استئصال المبيض.

الأورام الليفية الرحمية:

الأورام الليفية هي أورام غير سرطانية تنشأ من طبقة العضلات الملساء في الرحم. تبدأ أجزاء من العضلة في النمو بشكل غير طبيعي داخل أو على جدار الرحم من تلقاء نفسها. تشمل الأسماء الأخرى لهذه الأورام الأورام العضلية الليفية، الأورام الليفية، والأورام الليفية العضلية، والأورام العضلية.

مدى انتشار الأورام الليفية:

– الأورام الليفية هي أكثر أورام الحوض شيوعًا لدى النساء. يمكن حدوثها في ما يصل إلى 70 % من النساء، ولكنها تسبب أعراضًا فقط في حوالي 25 % من النساء في سن الإنجاب.

– عادةً ما تحدث للنساء خلال الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، وعادةً ما يتقلص حجمها بعد انقطاع الطمث.

– الرحم المصاب قد يحتوي من ستة إلى سبعة أورام ليفية في المتوسط.

– تُصنف الأورام الليفية حسب موقعها في الرحم. يمكن أن تشوه تجويف الرحم أو الشكل الخارجي للرحم.

– نادرًا ما تصبح الأورام الليفية الحميدة خبيثة. لا يمكن تشخيص الأورام الليفية الخبيثة إلا بعد فحص أنسجة الرحم.

أعراض الأورام الليفية:

الأورام الليفية تسبب أعراضًا لدى 20 إلى 50 % من النساء. الأعراض الأكثر شيوعًا هي:

نزيف الرحم الغزير: عادةً ما تستمر فترات الحيض الطبيعية من أربعة إلى خمسة أيام. أما الحيض لدى النساء المصابات بالأورام الليفية يستمر إلى فترات أطول قد تصل إلى سبعة أيام ثقيلة جدًا.

ضغط الحوض: معظم النساء المصابات بالأورام الليفية لديهن رحم متضخم؛ مما يتسبب في الضغط على الحوض. في الواقع، يزداد حجم الرحم المصاب بالأورام الليفية كما لو كان الرحم لديه جنين ينمو!

الأمعاء والمثانة: يمكن للأورام الليفية أن تضغط على الأمعاء والمثانة. هذا يمكن أن يسبب الإمساك، كثرة التبول، وسلس البول. في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تضغط الأورام الليفية على الحالبين، وهي الأنابيب التي تنقل البول من الكلى إلى المثانة، مما يؤدي إلى ضعف الكلى.

العقم ومضاعفات الحمل: قد تعاني النساء المصابات بالأورام الليفية أيضًا من مشاكل في الإنجاب بما في ذلك الإجهاض المتكرر، العقم، الولادة المبكرة، وضع الجنين غير الطبيعي، والمضاعفات أثناء المخاض. إن هذه المضاعفات تحدث نتيجة تغير شكل تجويف الرحم.

تشخيص الأورام الليفية:

يمكن أن تظهر الأورام الليفية أثناء الفحص العام لأمراض النساء، ومع ذلك يتم التشخيص بناءً على:

• اختبارات التصوير مثل:

– الموجات فوق الصوتية التي تعتبر الطريقة الأكثر شيوعًا المستخدمة لتشخيص الأورام الليفية الرحمية.

– التصوير بالرنين المغناطيسي الأكثر فائدة لأنه غالبًا ما يميز الأورام الليفية عن تشوهات النمو الأخرى.

– التصوير المقطعي المحوسب.

– تصوير الرحم بالأشعة السينية لتصوير تجويف الرحم بعد حقن سائل محدد في الرحم.

• المنظار الرحمي لتشخيص الأورام الليفية داخل الرحم. يسمح منظار الرحم بالنظر داخل تجويف الرحم عن طريق إدخال كاميرا صغيرة في نهاية أنبوب طويل (منظار الرحم) في الرحم من خلال المهبل وعنق الرحم.

يعد الفحص الدقيق لتجويف الرحم أمرًا مهمًا للمريضات اللاتي تعاني من غزارة الطمث أو فقدان الحمل المتكرر، لأن وجود الورم الليفي يمكن إغفاله مع الأطباء قليلي الخبرة.

علاج الأورام الليفية:

بشكل عام، لا تحتاج الأورام الليفية إلى العلاج إلا في حالة وجود الأعراض التي تم ذكرها. يعتمد علاج الأورام الليفية الرحمية على التاريخ الطبي للمرأة، التاريخ الجراحي، والهدف من العلاج.

استئصال الرحم:

استئصال الرحم بالكامل هو العلاج الأكثر شيوعًا للأورام الليفية لمنع خطر تكرارها. الأورام الليفية هي السبب الأكثر شيوعًا لاستئصال الرحم، حيث تمثل ما يقرب من ثلث عمليات استئصال الرحم. هناك العديد من أساليب استئصال الرحم بما في ذلك المنظار البطني والرحمي. يمكن الحفاظ على عنق الرحم والمبايض في وقت استئصال الرحم طبقًا للحالة. يعتمد نوع استئصال الرحم المختار على التاريخ الطبي للمرأة، حجم الرحم، ومهارات الجراح. استئصال الرحم هو اختيار النساء اللواتي لا يخططن للحمل في المستقبل فقط.

استئصال الأورام الليفية:

عندما تكون الخصوبة مصدر قلق وترغب المرأة في الحفاظ على قدرتها على الإنجاب، فإن استئصال الأورام الليفية هو أفضل جراحة لعلاج الورم الليفي. يمكن إجراء الاستئصال عن طريق البطن من خلال شق جلدي أفقي أو عمودي، أو بإجراء منظار البطن أو منظار الرحم، وهما يمثلان الخيارات الأقل تدخلًا عن الجراحة المفتوحة.

يسمح استئصال الورم الليفي بالمنظار بالشفاء بشكل أسرع وتكوين ندب أقل مقارنةً باستئصال الورم بجراحة البطن التقليدية، حيث يحتاج منظار البطن من 3 إلى 5 شقوقًا صغيرة في منطقة البطن لإجراء نفس الجراحة، التي كان من الممكن إجراؤها تقليديًا من خلال شق بطني أكبر. يتم إدخال منظار البطن، أو الكاميرا الطويلة الرفيعة، والأدوات الطويلة من خلال شقوق صغيرة لإزالة الأورام الليفية.

أما استئصال الورم الليفي بالمنظار الرحمي فإنه يزيل الأورام الليفية عبر المهبل ولا يتطلب أي شقوق في البطن.

هناك خطر عودة الأورام الليفية الرحمية بعد استئصال الورم. لقد وجدت الدراسات أن 25 إلى 50 % من النساء اللائي خضعن لعملية استئصال الورم الليفي كان لديهن دليل على عودة الأورام الليفية لديهن في غضون سنة إلى 10 سنوات.

الأستاذ الدكتور أحمد فتي استشاري جراحة المناظير وأطفال الأنابيب على دراية جيدة بأحدث التطورات في تشخيص أكياس المبيض والأورام الليفية وعلاجهما، حيث يناقش جميع طرق العلاج المتاحة ويتيح لك الاختيار من بين الخيارات التي تناسب احتياجاتك وأسلوب حياتك.

اتصل بنا