الإجهاض المتكرر هو حدوث حالات فقدان حمل متتالية بشكل لا إرادي. الإجهاض أمر شائع، يحدث بنسبة 15-20٪ من جميع حالات الحمل. عادةً يحدث الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى (حتى 13 أسبوعًا). لا تعتبر حالة إجهاض واحدة أو حتى اثنتان مؤشر على العقم في المستقبل. ومع ذلك، فقد يترك الزوجين قلقين ويتساءلان عن قدرتهما على الإنجاب.
أكثر من نصف الحالات تنجح في إنجاب أطفال أصحاء، دون مساعدة، بعد فقدان حملين. ومع ذلك، قد ترغب السيدة في البحث عن كثب عن الأسباب المحتملة للإجهاض المتكرر.
أنواع الإجهاض:
ينقسم الإجهاض إلى مجموعتين: مبكرًا ومتأخرًا.
تحدث حالات الإجهاض المبكر المتكررة (خلال الأشهر الثلاثة الأولى) بشكل شائع بسبب مشاكل وراثية أو كروموسومية للجنين، تبلغ نسبتها من 50 إلى 80٪ من حالات الإجهاض المبكر. أيضًا يمكن أن تؤثر المشاكل الهيكلية للرحم وتسبب الإجهاض المبكر.
أما الإجهاض المتأخر المتكرر فيعد نتيجة تشوهات الرحم أو مشاكل المناعة الذاتية أو عنق الرحم غير الكفء أو الولادة المبكرة.
ما الذي يسبب فقدان الحمل المتكرر؟
في حين أن أسباب الإجهاض في كثير من الأحيان غير واضحة، فإن العديد من المرضى ينجبون حملًا ثالثًا ناجحًا. حتى بعد الإجهاض، هناك احتمال بنسبة 65٪ أن ينتهي الحمل الثالث بالولادة الحية.
ومع ذلك، إذا تم اكتشاف سبب الإجهاض، فقد يكون من السهل إصلاحه. إن إيجاد السبب في هذه المرحلة قد يمنع المزيد من الخسائر والضغط العاطفي.
عوامل وراثية:
تنجم معظم حالات فقدان الحمل عن تشوهات وراثية. قد يأتي التشوه أما من البويضة أو من الحيوان المنوي. تشوهات الكروموسومات العشوائية للجنين شائعة وتشكل 50-80 ٪ من جميع حالات فقدان الحمل المتكرر.
كما يرتبط تقدم سن الأم بزيادة خطر الإجهاض، والذي يُعتقد أنه مرتبط بانخفاض جودة البويضة؛ مما يؤدي إلى حدوث تشوهات وراثية.
يمكن الخضوع إلى الحقن المجهري مع إجراء الاختبارات الجينية السابقة للانغراس. تقنية الحقن المجهري تسمح باختيار جنين طبيعي ذي كروموسومات طبيعية؛ وبالتالي تزيد فرص اكتمال الحمل والولادة.
تشوهات الرحم:
حوالي 15 ٪ من جميع حالات الإجهاض المتكررة ناتجة عن مشكلة هيكلية في الرحم.
قد تولد بعض النساء برحم غير منتظم الشكل (تشوه خلقي)، مثل الرحم المزدوج أو الرحم المنقسم بواسطة حاجز رحمي أو مشاكل خلقية أخرى أقل شيوعًا.
قد تصاب بعض النساء بتشوهات في الرحم بمرور الوقت مع الأورام الليفية أو الأورام الحميدة، وهي عبارة عن أورام يمكن أن تحدث في أي مكان داخل الرحم. كما يمكن أن يؤدي التندب داخل الرحم أيضًا إلى الإجهاض.
الخبر السار هو أنه يمكن التعامل مع غالبية هذه المشكلات قبل الحمل مع الأستاذ الدكتور أحمد فتي، استشاري جراحات المناظير وأطفال الأنابيب؛ مما يزيد من فرص حدوث حمل صحي. التقييم المناسب أمر بالغ الأهمية لمعرفة المشكلة، وهو ما ينتبه إليه جيدًا الطبيب الماهر الأستاذ الدكتور أحمد فتي.
مشاكل الغدد الصماء:
قد تؤثر الاضطرابات الهرمونية أيضًا على الإجهاض، بما في ذلك أمراض الغدة الدرقية والغدة النخامية أو مرض السكري أو متلازمة تكيس المبايض. قد تؤثر الاضطرابات في تخثر دم الأم؛ مما يؤدي أيضًا إلى فقدان الحمل.
أمراض المناعة الذاتية:
قد يلعب الجهاز المناعي للمرأة أيضًا دورًا في الإجهاض المتكرر.
في بعض الأحيان، قد يكون هناك خلل في الرحم يؤدي إلى الإجهاض. قد يحدث الإجهاض بسبب قلة إمداد الدم للحمل أو بسبب الالتهاب.
طرق تشخيص الإجهاض المتكرر وإيجاد أسبابه:
أولًا، يسجل الأستاذ الدكتور أحمد فتي، استشاري جراحات المناظير وأطفال الأنابيب، التاريخ الطبي والجراحي والعائلي والوراثي تفصيليًا ويقوم بإجراء فحص بدني. إن وجود تاريخ من الإجهاض المتكرر يقتضي التقييم من خلال عدة اختبارات ويشمل:
1- تقييم الرحم وتجويفه:
هناك عدة طرق لإجراء اختبار تشريحي للرحم، بما في ذلك:
1- إجراء الموجات فوق الصوتية كاختبار أول يعطي معلومات حول شكل الرحم ووجود الأورام الليفية.
2- الموجات فوق الصوتية بالمحلول الملحي، وذلك من خلال حقن السوائل داخل الرحم حتى يتمكن الطبيب من معرفة ما إذا كانت هناك تشوهات في داخل الرحم، بما في ذلك الأورام الحميدة (نمو بطانة الرحم) أو الأورام الليفية أو التندب.
3- تصوير الرحم وعنق الرحم والأنابيب بالأشعة السينية يساعد الطبيب في تقييم ليس فقط داخل الرحم، ولكن أيضًا قناتي فالوب (سواء كانت مفتوحة أم لا).
4- المنظار الرحمي هو إجراء جراحي بسيط يتم بوضع كاميرا، من خلال عنق الرحم، في الرحم بحيث يمكن للطبيب تصوير داخل الرحم مباشرةً. أيضًا المنظار الرحمي يتيح للطبيب إزالة الأورام الحميدة والأورام الليفية ويمكنه استئصال الحاجز الرحمي أو النسيج الندبي، إذا كان موجودًا. الحاجز الرحمي هو أحد التشوهات في شكل رحم المرأة منذ ولادتها.
5- يمكن إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم مكان الأورام الليفية وفي حالات تشوهات شكل الرحم.
2- اختبار التركيب الكروموسومي:
يتضمن الاختبار تحليل النمط النووي لكلا الشريكين. النمط النووي هو التركيب الكروموسومي أو الجيني للإنسان. الغرض من ذلك هو العثور على تشوهات في الوالدين يمكن أن تنتقل إلى الأبناء، مما يؤدي إلى الإجهاض. نظرًا لأن تشوهات النمط النووي نادرة نسبيًا، فقد يختار الطبيب عدم إجراء هذا الاختبار ما لم يتم استبعاد التشوهات الأخرى الأكثر شيوعًا.
3- اختبارات أخرى:
– اختبار اضطرابات المناعة الذاتية (في حالات فقدان 3 أجنة أو أكثر).
– اختبار مقاومة الأنسولين ومرض السكري واعتلالات الغدد الصماء الأخرى المتعلقة بالغدة الدرقية والغدة النخامية.
– اختبار الحمض النووي للجنين.
– دراسة تخثر الدم.
– فحص الأجسام المضادة.
ما هو العلاج المتاح للإجهاض المتكرر؟
توصيات العلاج للمرضى الذين يعانون من فقدان الحمل المتكرر تستند إلى السبب الكامن وراء فقدان الحمل المتكرر. تساهم الخطط العلاجية الآتية في التعامل مع الإجهاض المتكرر:
– غالبًا ما تتم إحالة الأفراد الذين يوجد لديهم خلل في النمط النووي للاستشارة الوراثية. يمكن أيضًا إجراء الحقن المجهري مع التشخيص الوراثي قبل الحقن. في هذه العملية، تأخذ المرأة حقنة لعدة أيام حتى تنمو العديد من البويضات في مبيضيها. ثم يتم سحب البويضات من المبايض. ثم يُحقن حيوان منوي واحد في كل بويضة تحت المجهر ويسمح للجنين بالنمو. ثم يتم تحليل التركيب الجيني لإحدى خلايا الجنين، وذلك لتجنب نقل الجنين المصاب.
– إذا تم العثور على تشوهات في الرحم، يمكن إجراء الجراحة اعتمادًا على التشوه.
– إذا تم تشخيص مشاكل الغدة الدرقية أو مرض السكري ، فيمكن وصف أدوية معينة.
الإجهاض المتكرر غير المبرر:
أكثر من نصف المرضى الذين يعانون من الإجهاض المتكرر يعانون من فقدان الحمل المتكرر غير المبرر، مما يعني أنه لا يمكن تحديد سبب محدد. يمكن تقديم علاجات مختلفة لهؤلاء المرضى، لكن لا توجد توصية عامة لعلاج هؤلاء المرضى. على الرغم من ذلك، فإن فرصة الحمل الإجمالية جيدة، أكثر من 50٪، دون أي تدخل على الإطلاق.
يوجد دائمًا بارقة أمل ونهاية للخسارات النفسية التي لحقت بكما نتيجة الإجهاض المتكرر، كل ما عليكما فعله هو اللجوء إلى الطبيب الأقدر في علاج مثل تلك الحالات وهو الأستاذ الدكتور أحمد فتي استشاري جراحات المناظير وأطفال الأنابيب، جامعة الأزهر.